pinuppin-up1 winmostbetmostbet az casino

الثقافات يحتاجها الداعية

إن العدة الفكرية والثقافة الدعوية من أظهرملامح نضج الدعاة وقوة شخصيتهم والذي لم يكن له علم ولا ثقافة كيف يعطي غيره؟ وكيف يقوم بدوره بالإصلاح والتغيير؟أو على الأقل كيف يكون محل ثقة واحترام إذا عُرِفَ في الأمة أنه جاهل لم يتثقف ولا يتعلم؟ فاقد الشيء لا يعطيه أبدًا والحوض الفارغ لا يفيض غيره. ولقد أحسن أحد العلماء المتقدمين حين عدَّد أنواع الثقافات التي يجب أن يتزوَّد بها الداعية في كتابه (ثقافة الداعية) وقسَّمها إلى ستة أقسام وهي:

١) الثقافة الإسلامية: الثقافة التي يحورها الإسلام كالقرآن الكريم وتفسيره, والسنة النبوية وكتبها, والسيرة النبوية وأهميتها, والفقه وأصوله, وعلم التوحيد, وعلم التربية, وآداب السلوك, والنظام الإسلامي.

٢) الثقافة التاريخية: يحتاج الداعية إليها لأنه يوسع آفاقه في إطلاعه على أحوال الأمم و لأن التاريخ  كثيرًا ما يعين على فهم واقع الماثل وأنه أصدق شاهد على ما يدعو إليه من قيم ومفاهيم. ولذا عني القرآن بذكر القصص السابقين كما قال تعالى 🙁 وَكَمْ أَهْلَكنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ منهم بَطشًا فَنقَّبوا فِي البلَادِ هَل مِن مَّحِيصٍ) (سورة  ق: ٣٦)

٣) الثقافة الإسلامية: لازمة للداعية في الدرجة الاولى, فإن الثقافة الأدبية واللغوية لازمة له كذلك؛ لكونها مقومة للسان, محببة للسامع. فالأخطاء اللغوية – إن لم تحرِّف المعنى, وتشوه المراد – يمجّها الطبع وينفر السامع. وانظر- أيها الداعية – كم يقشعرّ جلدك, ويتأذّى سمعك حين تسمع الداعية ينصب المرفوع, ويرفع المنصوب ولا يفرّق بين الفاعل والمرفوع. وشر ما يكون إن كان اللحن في كتاب الله تعالى أو سنة رسول الله (ص) !!

٤) الثقافة الإنسانية: إنما أوصينا الداعية بالإلمام بالثقافة الإنسانية (علم النفس وعلم الإقتصاد وعلم الفلسفة وعلم الجغرافيا..) لأن موضوعها له علاقة وثيقة بموضوع الدعوة, أو قل: إن موضوعهما واحد وهو الإنسان. وبهذه العلوم يعين على فهم الناس, وأن يبيّن لهم بلسان ثقافتهم ليفهموا عنه ولكي يزيل الفجوة العقلية والنفسية  بين عالِم الدين والمثقفين بالعلوم الحديثة. ومن أسبابه أيضًا هذه العلوم في كثير من الأحيان رشحات ضارة على الثقافة المعاصرة.

ثمّ, إن الداعية الواعي حين يلّم بالفلسفة واتجاهاتها المادية والروحية, والوضعية والمثالية, وبتاريخ الفكر الإنساني عامة والإسلامي خاصة يفيد من وراء دراستها وأهمها أن يتمكن من فهم الأفكار الفلسفات التي غزت كثيرًا من عقول أبناء المسلمين اليوم. وبالإفادة أن يتمكن من الرد على الفكر المخالف للإسلام بسلاح الفكر نفسه وهذا ما فعله الإمام الغزالي في كتابه (تهافت الفلاسفة) وشيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه: (نقد المنطق). ومن دراسة تاريخ الفكر, المعرفة على الأصول والمنابع لكثير من التيارات الفلسفية, والمذاهب الفكرية الحديثة كالمادية والشيوعية والوجودية…وهذا يعين الأخ الداعية على تقويمها ونقدها نقدًا علميًا مستوعبًا. وأخيرًا, أن ينتفع بما يجده من نتاج العقل وثمار الحكمة وفي الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجه: (الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق بها).

٥) الثقافة العلمية: إنّا نعني بكلمة (العلم) مفهومها الشائع: ما كان تحت نطاق الحسّ, وتجارب المخبر, مثل:علوم الفيزياء, والكيمياء, والفلك, والطب, والتشريع وغيرها. لا نريد للداعية أن يتعمق في دراسة هذه العلوم ولكن نريد أن يطالع بعض الكتب الميسرة منها.إذن, كيف يستخدم العلم في تأييد الدين؟ يستطيع العلم هنا أن يبين لنا سبق القرآن الكريم بكثير من الحقائق التي كشف عنها العلم الحديث. ومن أمثلة الإعتدال: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَان) (سورة فصلت:11). إن مادة الخلق (دخان) وهو عين ما يسمى السّديم. و أيضًا

 (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَعَلَى اللَّيْلِ) (سورة الزمر: 5). التكوير هو اللّف على الجسم المستدير. وهو صريح في كرويّة الأرض ودورانها. ولعل هذا من أظهر الأسباب وراء نجاح بعض الدعاة المرموقين في عالمنا الإسلامي اليوم  إذا يحسن استخدام حقائق العلم في مجال الدعوة.

٦) الثقافة الواقعية: ومن أهم ما يلزم الداعية أن يتسلح بسلاح الثقافة الواقعية أي الثقافة المستمدة من واقع الحياة الحاضرة وما يدور به الفلك في دنيا الناس الآن في داخل العالم الإسلامي وخارجه. ومن هنا يجب على الداعية في عصرنا أن يدرس:

١- واقع العالم الإسلامي
٢- واقع القوى العالمية المعادية للإسلام: اليهودية العالمية, والصليبية العالمية, والشيوعية الدولية
٣- واقع الأديان المعاصرة: معرفة اليهودية, والمسيحية, والبوذية, والهندوكية, وغيرها
٤- واقع المذاهب المعاصرة: الشيوعية الماركسية, والإشتراكية, والديموقراطية, والدكتاتورية وغيرها
٥- واقع الحركات الإسلامية المعاصرة
٦- واقع التيارات الفكرية المعارضة للإسلام
٧- واقع الفرق المنشقّة على الإسلام
٨- واقع البيئة المحلية

فالداعية حين يتسلح بهذه الثقافات جميعًا تكون الإستجابة له أبلغ, وينفع أمته, و يصلح مجتمعه, ويعالج آفات القلوب. فاحرص -أيها الداعية-أن تتزود بهذه الثقافات النافعة لتكون في المجتمع منارةَ دعوة, وفي الأمة بدرَ إصلاح, وفي الإنسانية شمسَ هداية. ولا شك إنك إنْ أخلصتَ وثابرْتَ و بلَّغْتَ..فالله سبحانه يحقق الخير على يديك, و تبني -بعون الله- مجد الإسلام على ساعديك, فتعتز أمة الإسلام بَعد ذِل, وتعود -بإذن الله- خيرَ أمة أخرجتْ للناس, وما ذلك على الله بعزيز.

   المصدر: سلسلة مدرسة الدعاة فصول هادفة في فقه الدعوة الداعية

وحدة البحث وتطبيق اللغة
لجنة الثقافة
اتحاد الطلبة الكلنتانيين بمصر ٢٠١٩/٢٠٢٠

نيئ نورحميراء بنت نيئ يسري
كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات،
شعبة أصول الدين،
جامعة الأزهر الشريف

Muat turun PDF Risalah Nadi Ukkaz 03 – BA الثقافة الداعية

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Fill out this field
Fill out this field
Please enter a valid email address.

keyboard_arrow_up